This album is powered by BubbleShare - Add to my blog

Tuesday, May 02, 2006

"طقاطق امّيمة"..أو ذاكرتنا الشعبيّة الشفهيّة

لم أجد ركنًا مناسب تمامًا لهذا الموضوع..الذي أرمي من خلاله الى أمرين، الأولّ أن أحيّي على طريقتي جدّتي العزيزة او "ميمى" كما نناديها في العائلة..تلك المرأة الحنون التّي جاوزت الثمانين..،المتوهّجة فطنة وذكاءًا رغم بلوغها خريف العمر.. تلك المرأة البسيطة في كلامها والعفويّة في ردود افعالها..والتّي لا تدري (وأحاول أنا أن أدري بذلك ) أنّها تمثّل متحفًا معاصرًا متنقّلاً وذاكرة لا تزال حيّة لجزء هام من تراثنا الشعبي الوطني..أو على الأقلّ ما يخصّ منه منطقة تونس الكبرى من مدينتها العتيقة التي نشات فيها مرورًا بضواحيها..لاسيما ..الجنوبيّة منها..حيث استقرّ بها المقام مع شريك عمرها ..في مدينة حمّام الأنف

والثاني ..كما يبدو واضحًا من سياق ما اسلفت من قول..المساهمة ولو بشكل بسيط في المحافظة على ذاكرتنا الشعبيّة الآخذة في الإندثار والتآكل..تحت وقع اللامبالاة والنسيان والأثار السلبيّة للعولمة التي اكتسحت مجتمعاتنا وحيواتنا دون ان نعي ذلك بشكل عميق،

ما يهمّني في هذا الموضوع..هو أن يحاول كلّ من يهمّه الأمر أن يأخذ من جدّه او جدّته او حتّى والديه..ما أمكن من قصص وخرافات أمتعونا بها في صغرنا، وأمثال شعبيّة..لا زلنا نتعجّب في كلّ مرّة لحجم ما تتضمّنه من حكمة بالغة ودلالات عميقة، وايضًا كلّ تلك الكلمات و العبارات التي نسمعها منهم احيانًا دون ان نفهمها..وتمرّ عليها آذاننا مرور الكرام دون أن نفكّر بشكل جدّي في انّنا قد نكون نسمعها للمرّة الأخيرة في التاريخ..حيث قد تختفي مع اختفاء قائليها..خاصّة وانّ الجميع يمكنه ملاحظة التباعد الشاسع بين اللغة الدارجة الجميلة للأجيال التّي سبقتنا ولغتنا نحن..الشباب والتّى تطغى عليها اكثر فاكثر بصمات وسائل اعلام تنتج اللاثقافة على شاكلة الموزاريق وحنّبعل ..والى أخر القائمة من صحف واذاعات ومواقع انترنات وغيرها من وسائل تعيسة تتأقلم على طريقتها مع الهوامش الضيّقة للحريّة و"تنتج" ما قدّر لها ان تنتج من "ثقافة" ومن وعي سائدين...

أبدأ اذًا بميمى

اليوم سمعت منها حاجتين:

الأولى، عندما حدّثتني عن عادة "تكحيل العينين" للرضيع ذي السبعة ايّام..، وكانت تقوم بذلك "القابلة" التي ترسم له ايضًا خطًا اسود على جبينه..بين عيبنيه..ثمّ تاخذه في يديها وتدور به في غرف المنزل وهي تبثّ "الكمّون" من فمها..حتّى يطلع الوليّد "سرّ وكمّون"

الثانية، هي عبارة " عملوا له دفّ وقمبري" وهي عبارة تعبّر عن استنكار أو سخرية من المبالغة التّي قد يظهرها البعض في الإهتمام بأمر ما..والدفّ هو آلة موسيقيّة يعرفها الجميع ..ونفس الشيء بالنسبة للقمبري (الق تُنطق كنطقها في كلمة قازوزة أو قابس) ..التّي هي آلة موسيقيّة كان يضرب عليها التونسيّون الزنوج


آش كون عنده طقطوقة من عند ممّاته؟
laughing


م: هذا الموضوع سبق لي وان نشرته بمنتدى:
www.mac125.com


2 Comments:

Blogger الكاتب said...

أخر طقاطق "ميمة"
smile

مثلين شعبيّين من الذاكرة الشعبيّة

"اذا ربّي كتبلك الفرج..يعرضك الطبيب في الثنيّة"--

وهو يبيّن على ما أظنّ..مدى تدهور الأوضاع الصحيّة للتونسيّين ايّام زمان
Rolleyes

"خلخال الحماة في ساق الكنّة"---

وهذا فيه تأكيد حسب رايي على علاقة "التبعيّة" بين "الكنّة (زوجة الإبن) وحماتها

2:07 AM  
Blogger الكاتب said...

طقطوقة جديدة من عند "اميمة" *

مثل شعبي قديم : " الذائقة والماعون"..معناها..يذوق ويحبّ ياخذ الماعون زاده
انجّموا نقولوا
"le beurre et l'argent du beurre" متاعنا
laughing

2:09 AM  

Post a Comment

<< Home